مقدمة في الميتا معرفة
مع التطور السريع الذي نشهده قد ظهرت الكثير من الاتجاهات المختلفة تؤكد على العوامل الخارجية التي تؤثر على المتعلم وتثير التساؤل حول ما يجري في عقل المتعلم، مثل معرفته السابقة، فهمه، قدرته على معالجة المعلومات، انماط تفكيره، عملياته المعرفية، قدرته على حل المشكلات وادراكه للعمليات والاجراءات التي تمكنه من انجاز اهدافه.
شهدت الاونة الاخيرة تغيرات تربوية هامة وظهر مفهوم التفكير فوق المعرفي في بداية السبعينيات من القرن العشرين، وتطور الاهتمام به في الثمانينيات لارتباطه بنظريات الذكاء والتعليم واستراتجيات حل المشكلة واتخاذ القرار.
قد تنوعت تعريفات العلماء لهذا المسطلح الحديث نسبيا ونذكر منها تعريف جروان (2005) مهارات عقلية معقدة تعد من اهم مكونات السلوك الذكي في معالجة المعلومات، وتنمو مع تقدم العمر والخبرة،وتقوم بمهمة السيطرة على جميع نشاطات التفكير العاملة الموجهة لحل المشكلة واستخدام القدرات او الموارد المعرفية للفرد بفاعلية في مواجهة متطلبات مهمة التفكير. تعريف اخر ينص على ان الميتا معرفة هو وعي الفرد بالعمليات التي يمارسها في مواقف التعلم المختلفة والمتنوعة، وقدرته على ضبط افعاله المعرفية والسيطرة عليها من اجل تحقيق اهدافه من خلال التنظيم، التخطيط والربط.
الميتا معرفة والتقويم الذاتي:
تعد الميتا معرفة جزءا لا يتجزأ من ذلك الفضاء الذي يشمل خصائص متداخلة مثل الشعور بالفاعلية الذاتية والقدرة على العمل وغيرها
للوهلة الأولى فان الميتا معرفة هي قدرة ذات طبيعة معرفية بما أنها تشمل المعرفة التي يملكها الفرد حول عملياته الذهنية الخاصة وقدرته على ضبطها.
وهنالك ثلاثة مستويات في الميتا معرفة وهي:
-
الوعي الذي يملكه الفرد حول نشاطاته المعرفية
-
الحكم الذي يحمله على هذه النشاطات
-
قرار تعديل هذه النشاطات و تغييرها
هذا ويمكن للميتا معرفة أن تتحدد أو تنحصر في المستوى الأول من هذه المستويات كما يمكن لها أن تتعداه لتبلغ المستويين اللاحقين أو المواليين.
ولا يمكن تقدير أو تجاهل الأهمية التي تكتسبها الميتا معرفة في التعلم، لذلك تعتبر بالأساس ذات الصلة الوطيدة بالتقويم الذاتي من حيث أن العمليات التي يقوم بها المتعلم حول المسعى الذي سلكه أو حول أدائه أو مردوده يقودانه إلى قيامه بالضبط الذاتي .
الشيء الأساسي في مفهوم التفكير فوق المعرفي هو تفكير الفرد في أفكاره التي يمكن أن تتعلق هذه الأفكار بما يعرفه الفرد (المعرفة فوق المعرفية) أو ما يفعله في الوقت الحاضر (المهارة فوق
المعرفية) أو الحالة المعرفية للفرد).
مراحل الميتا معرفة حسب هوفسين:
-
تعريف القضية: من خلال تحديد المعطيات الموجودة والمعطيات الناقصة لإيجادها والمعطيات الاضافية.
-
تمثيل القضية: بالكتابة او الرسم بحيث يجب تجسيد القصية من خلال الكتابة او الرسم او عرض معطيات او غيرها من الأمور لفهم القضية وحلها.
-
تبسيط القضية: من خلال تمثيلها ووضع جميع المعطيات النهائية التي نحتاجها للتوصل للحل.
-
خطة العمل: بحيث يجب إيجاد المعطيات الناقصة وبناء الخوارزمية المناسبة لحل القضية.
-
استراتيجيات العمل: الاستراتيجيات المتاحة لدى الشخص التي يمكن استخدامها بمرونة لإتمام المهمة بنجاح.
-
المراقبة والتقييم: فحص ومراقبة مجريات العمل وتسلسل الخطوات ومتى يتحقق الهدف والتحقق من اننا اعتمدنا الحل الأسرع والاسهل ام ان هناك حلا أفضل.